التدخين

التدخين
علامة التفرد داخل المجتمع
.التدخين ظاهرة اجتماعية لا تقابل بالرفض داخل مجتمعنا المغربي, فوجود مدخن واحد على الأقل في الأسرة المغربية هو أمر عادي جدا حتى أن اغلبهم لايجدون إحراجا في إشعال السيجارة داخل البيت, ووسط أفراد أسرتهم, وربما كان هدا هو السبب الرئيسي في تعاطي الأطفال و المراهقين. فوجود راشدين مدخنين في محبطهم, يسهل و ييسر عملية التدخين بين الأقل خبرة و نضجا.
و يرى الدكتور محمد لغيلاني,وهو باحت سوسيولوجي و استاد بكلية العلوم الإنسانية بن مسبك, إن التدخين هو ظاهرة يمكن أن تنتمي علميا إلى اكتر من ميدان تخصصي بحيث يمكن لباحثي علم النفس أن ينضروا للظاهرة من جهة نضرا لارتباط هده الأخيرة بالعوامل السوسيولوجيا إعطاء قراءة في الظاهرة لارتباطها ببعض الأبعاد الاجتماعية , حيت إن التدخين هو سلوك يمرر من خلاله المدخن خطابا للمجتمع.
فالتدخين سلوك فردي بالدرجة الأولى, وهو أيضا لا إرادي بحيث أن المدخن يجد صعوبة في الإقلاع.و هناك عدة عوامل لها علاقة بالمجتمع كالضغوط التي يتعرض لها المدخن و التي تخلق له نوعا من التوتر والتوازن نفسي, و يرافق هدا الشعور نوع من فقدان الثقة في المحيط و المجتمع و أيضا في الأقارب, مما ينتج عنه غياب التواصل, فاغلب المدخنين ادن سألتهم عن السبب الحقيقي للتعاطي يحيلونك على مواجهتهم للمشاكل الاجتماعية, و يقولون بأنهم يجدون صعوبة في التواصل, فان تم هدا الأخير يصلون إلى حل مشاكلهم و بالتالي عدم التفكير في الوقوع بالإدمان.
فالمدمن في الغالب يتعرض لتجربة حياتية فلشلة, إن كان على المستوى العاطفي, أو الدراسي, أو العملي و غيره كما يمكن ربط التدخين بعامل السن, فهناك دراسات كثيرة تشير إلى انه ينتشر بين فئة الشباب بوتيرة كبيرة, وان هده النسب في تزايد مستمر.
و يضيف قائلا, بان عملية التدخين هي لم تعد أمرا معقدا, فبائع السجائر بالتقسيط, يسهل على المدخن الاستمرار في الاستهلاك نضرا لسهولة التخلص من السيجارة بكل بساطة خصوصا في المراحل الأولى للتعاطي بشكل سري.
لكن الأهم من الناحية السوسيولوجية, هي تلك الطقوس التي ترافق عملية التدخين, لان المدخن ليس مجرد مدمن بسبب المؤثرات التي تخلفها المواد المكونة للسجائر, لكن التدخين هنا يصبح علامة دالة على التفرد و التميز داخل الوسط الاجتماعي. و العمل, و الجامعة, و المقاهي...فهده الطقوس تجعل من التدخين عملية تتجاوز الجانب السيكولوجي لان ما أمامنا الآن جوانب سوسيولوجية, رمزية, تواصلية, أي بمعنى البحت من خلال التدخين عن موقع و اعتراف اجتماعي.